اخبار العرب- كندا: خاص ومباشر: ترجمة واعداد صلاح علام- تورنتو: وجود اسم "ناظم قدري" في مدينة تورونتو ، انه ليس بغير المألوف. فان ما يقرب من نصف سكان المدينة قد ولدوا خارج البلاد وتمتد جذورهم من أنحاء العالم ، وهناك الكثير منهم من أبناء المهاجرين. وعندما تحمل فانلة الهوكي- بفخر -اسم " قدري"، وخاصة الفانلة الزرقاء والبيضاء لأحد فرق الهوكي العريقة والمعروفة مثل فريق " تورنتو مابل ليفز" ، فأنها قد تترك بعض الناس يحكون رؤوسهم في تعجب ما..
ولعبة الهوكي هي بالتأكيد لعبة متأصلة مع الهوية الكندية ، وهي اللعبة المحببة التي ظلت لسنوات تجلب الناس لبعضهم البعض بغض النظر عن العرق أو اللون أو الطبقة أو العقيدة ، ولكن الوجه والبشرة المعتادة لهذه البلد قد تغيرت ، فإن غالبية لاعبي الهوكي المحترفين لا يزالون يعكسون الطابع الانجلو ساكسوني الرياضي الذي تمتد جذوره إلى البروتستانتية. غير ان "قدري" وصل الى المرتبة السابعة والشاملة من قبل "تورنتو مابل ليفز" في العام الماضي أثناء تدريبات انتقاء اللاعبين، ، هو في آن واحد ، ليس بالحالة العادية ، فهو أعلى مسلم له الكفاءات في تاريخ الهوكي القومي، وبالتأكيد لديه ارفع المقومات. لكن قصة نشأته ولتربيته وخلفيته توجد أصداء للصراعات وانتصارات التي لا حصر لهاوالتي تعكس صراع المهاجرين الذين شقوا طريقهم بكفاحهم في هذا البلد.
ولد أجداد "قدري" في لبنان. عندما كان والده "سام" عمره ثلاث سنوات ، هاجرت عائلته إلى كندا، وهم تواقون إلى حياة أفضل في أرض الفرص التي تبدو لا حدود لها. وكان " سام" كطفل ، في مقتبل عمره ، مثل الآلاف من قبله ، له عاطفة جياشة إلى رياضة "الهوكي"ولكنه لم يتمكن من ممارستها، فقد كان والديه لا يملكان الامكاتيات على تدريبه في مراكز تدريب الهوكي اوالالتحاق بـ ومخيمات الهوكي التي كانت ضرورة مطلقة لتحقيق النجاح. غير ان " سام" وربما تذكر بمرارة حلمه الذي لم يتحقق، عمل بجد وعزم ليوفر لابنة الفرصة التي لم يمكنه تحقيقها لنفسه . كما ان عائلة " قدري بأكملها قدمت التضحيات لضمان أن "ناظم" سيكون له كل الفرص الممكنة لتحويل حلمه وحلم كل الكنديين -الذين يرتدون زوج من الزلاجات ويشعرون بثقل عصا الهوكي فيا بديهم- إلى واقع ملموس ليلعبوا في "دوري القومي للهوكي" .
عندما بدأ مع فريق الهوكي الصغير، قام " قدري" بمكافأة والديه لتضحياتهم التي قدماها وذلك بكل إخلاص وتفان لا تنقطع الى اللعبة ، كان باستمرار الدافع لذلك هو معرفتة والاعتراف بأن نجاح والديه ، لم يأت من دون العمل الجاد وعلى وجود رغبة من أي وقت مضى لتقديم ما هو أفضل وعلى نحو أفضل . كما ان مجهوده تم ترجمته إلى انتصارات على الجليد : وكانت والانتصارات تم الاستمتاع بها ليس فقط من قبل أسرته هنا في أونتاريو ، ولكن أيضا من جانب أهله الموجودين في لبنان.في العام الماضي بينما كان يلعب مع فريق " لندن نايتس"، تمكن "قدري" بالرغم من كسر فكه الى تسجيل 78 نقطة في خلال 56 مباراة، ليصبح الثاني في التسجيل خلف الهداف الأول " جون تافريس". لقد قام " قادري" بقيادة "دوري هوكي اونتاريو " بفارق 10 نقاط، وكان الثاني في الأهداف بفارق اقل من 5 نقاط وكان عامل فعال في بطولة الموسم لـ نايتس.ومن خلال كل ذلك، لم تكن خلفيته ولا ثقافته حائلا، لأنه في الواقع ولدا كنديا في لندن اونتاريو، وفد نشأ " قدري" كمسلم ومارس تقاليدها بأفضل ما يستطيع ، الا انه عشق فريق " مونريال كانديان" وكان يعتبر فينسنت ليكفلير من فريق تامبا باي لاتينج " مثله الاعلى.
وفي وقت فراغه كان يشاهد أفلام ويل فيريل ويلعلب كرة السلة مع أصدقائه ويحلم بان يلعب يوما مع الفريق القومي للهوكي.وللمفارقة فقد قرر فريق "تورنتو مابل ليف" وهو المنافس العنيد للفريق الذي ارتبط به اثناء مرحلة طفولته ، ان يدعوه الى مسابقة الاختيار، فقد احتفل مع اسرته وعدد كبير من أنصاره الذين حضروا الاختيار وكانوا اكثر من مشجعى لاعب اخر. وكان نجاحه كما لوكان نجاح كل اسرته .. حتى اهله في لبنان ، جميعهم شاركوه فرح اختياره على اكبر ملعب للهوكي في اكبر مدينة للهوكي في العالم لينافس أعظم اللاعبيىن. والاهم هو تعزيز الآمال والأحلام وليس فقط لمئات الآلاف من المسلمين في تورنتو الكبري بل و جميع انحاء البلاد ، ولكن أيضا لجميع الكنديين ، على حد سواء االقدامي منهم والجدد منهم . خلال الليل . ةفي ليلة وضحاها اصبح بطلا للأطفال المسلمين في جميع أنحاء كندا ، تذكيرا بأن أي شخص ، طالما انه يمتلك الإرادة والقيادة ، والمثابرة يمكنه التقدم والازدهار. سيأتي اليوم الذي سيصبح فيه اسم " قدري" اسم معروف على ظهر السترات الصوفية للاعبي الهوكي، وعندما يأتي هذا اليوم سيتم تذكر " قدري" على انه احد اوائل الجيل الجديد من الكنديين الذين يأملون ويحلمون متجاوزين الثقافة ، العرق والدين لتحقيق هدفهم، وأحلامهم ليشاركوا الرؤى المشتركة من الرخاء والسعادة والتوفيق وبساهمون في ادارة وصياغة الخبرة الإنسانية. وبالرغم من ان " قدري" لن يكون مرتديا فانلة " تورنتو ميبل ليف" في مبارتهم مع " كلادارو افلاينش" يوم الثلاثاء 13 أكتوبر/ تشرين أ الساعة 7:30 ، الا ان "تليفزيون ميبل ليف" سيقوم ببث تسجيل خاص تشمل مقابلة خاصة تمت أثناء مسابقة اختيار اللاعبين ، وذلك في الاستراحة الثانية .