بعدما أمضى 45 شهراً في كنيسة بمونتريال، حصل الجزائري عبدالقادر بلعاويني في نهاية المطاف على إذن للإقامة والعمل في كندا، التي يعتبرها "بلده".
وكان بلعاويني الضرير لجأ الى كنيسة القديس جبريل، الكائنة في حي شعبي في مونتريال، بعدما تلقى الأمر بمغادرة البلاد التي كان يقيم فيها من دون أوراق ثبوتية، في الأول من كانون الثاني (يناير) 2006.
ومنذ ذلك الحين، عاش في الطابق الثاني من الكنيسة، ومنها صار يقدّم برنامجاً إذاعياً، حتى حصل يوم الخميس الماضي على "الإقامة الدائمة"، وهي وثيقة هجرة تتيح له العيش والعمل.
وقال بلعاويني، لوكالة فرانس برس الثلاثاء 27-10-2009: "أنا مسرور جداً، لكن على رغم كل شيء، لازلت أشعر بالصدمة". ويتابع "أشعر منذ فترة طويلة بأني كندي، ولقد اندمجت فعلاً" في المجتمع الكندي.
وكان بلعاويني، الذي أرهقه "العيش في وسط الدماء" كما يقول، غادر الجزائر في 1996 الى الولايات المتحدة بتأشيرة سياحية فقط. واستقر في حي بروكلن في نيويورك وأصبح بائع بطاقات هاتفية.
ورُفضت كل طلباته للحصول على "البطاقة الخضراء" (الإذن الامريكي بالعمل) لأنه لم يكن يحمل أوراقاً قانونية، وشعر مع ذلك بتزايد الضغوط على المهاجرين السريين والعرب والمسلمين خصوصاً، بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.
وبناء على نصيحة إحدى الصديقات، قرر عندئذ السفر الى كندا في 2003 لعل الحظ يبتسم له.
وفي كندا، تلقى رداً سلبياً على أول طلبين للهجرة الانسانية. ولفتت حالته الانتباه تدريجياً، فحصل على دعم مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان ومنها منظمة العفو الدولية ورجال سياسة للمطالبة بتسوية وضعه.
وطوال الأشهر الـ 45 التي أمضاها في الطابق الثاني من الكنيسة، قدم بلعاويني برنامجاً إذاعياً. وقال "أريد أن أستمر".
ومنذ تسوية وضعه، يقيم لدى أصدقاء. وسيباشر قريباً العمل لحساب منظمة تُعنى بمساعدة العمال المهاجرين، كما قال.